إذا كنت عاوز أو عاوزة تعرفي إذا كان اختيارك لشريك
حياتك في محله ولا لأ، روح السوق!.. (معلش خدني على قد عقلي لحد الآخر).. روح السوق
واتفرج على الناس وهي بتشتري الخضار أو الفاكهة.. شوف ازاي الستات بيتفحصوا
الثمرة.. بيشوفوا اللون الأول.. بيشوفوها إذا كانت تالفة ولا لأ.. وبعدين بيقرروا
أخيرا يحطوها في كفة الميزان عشان تتوزن..
المشتري دايما بياخد باله جدا من التفاصيل عشان ما ياخدش منتج "مضروب" أو بايظ..
الست اللي كانت بتشتري من شوية عاوزة الأفضل ببساطة.. كل ده عشان اختيار شوية فاكهة
أو خضار، فمابالكم بقى باختيار شريك للعمر كله.. الموضوع هيكون أصعب، مش كده؟
في الحلقة دي هنكلمكم عن العيوب.. ومش أي عيوب.. لأ.. العيوب المدمرة اللي معاها
بتكون العلاقة مش متوازنة.. طبعا مفيش حد كامل، وكل واحد فينا فيه عيوب.. بس امتى
العيوب تكون قاتلة، وتأثر على العلاقة للأبد؟.. وهل يمكن أن يتقبل الواحد.. حبيب..
مدمن؟
***
هي: أنا عارفة إنه بيشرب، وبيعمل حاجات مش كويسة بس عندي أمل
إن حبي يغيره...
صاحبتها: يا بنتي ما إنتِ كنتِ بتقولي كده من شهر، ومفيش حاجة
اتغيرت...
هي: أنا قلقانة عليه قوي.
صاحبتها: بصراحة أنا مش عارفة إيه اللي
عاجبك فيه، ده بيكون معانا ولا كأنه معانا.. ده غير الصحبة اللي هو ملموم
عليها..
هي: أنا عارفة كل ده بس أعمل إيه، بحبه!
صاحبتها: قلبي مش مرتاح
للموضوع.. ازاي هتقدري ترتاحي مع واحد مش في كامل وعيه، وازاي هتقدري تعتمدي عليه
بعد كده؟
هي: .....
خلينا نكون صرحاء مع بعض.. العلاقة العاطفية مع شخص متورط مع أي مخدر، بتكون زي
اللعب بالنار.. النار اللي على الأرجح هتحرقك في أي وقت. مفيش أي طريقة لتبسيط
الكلام اللي فات ده للأسف، أما إن كنت إنت نفسك اللي مدمن على مخدر (وده اللي
هنتكلم عليه بعد شوية) يبقى لازم تعرف إن تصرفك ده مش بس بيؤذيك، لكن كمان بيؤذي
الناس اللي بيحبوك واللي إنت كمان بتحبهم.
ازاي ممكن الإدمان يؤثر على العلاقات
العاطفية؟
طبعا كلنا عارفين الأضرار الفسيولوجية أو الجسمانية المدمرة
اللي بيعرض المدمن نفسه ليها.. وازاي هو بيفقد السيطرة على جسمه تماما وبيخلي نفسه
تحت رحمة مادة غريبة داخلة علي أجهزته.. لكن اللي هنتكلم عنه هو الضرر النفسي اللي
بيتسبب فيه الإدمان..
المشكلة الأولى:
"أنا بحبها في.. في كل حالاتها.. السيجارة أو الاتنين اللي
بتشربهم مش بيسببوا لي أزمة"
لازم تعرف إنك لما بتحب شخص مدمن إنت في علاقة ثلاثية.. يعني فيها 3 أطراف مش
2.. إنت والشخص ده والمخدر.. في الواقع لما بتحب حد مدمن، المخدر بيكون زي "الضرة"
تمام، لإنه بياخد وقت الشخص ده، واهتمامه وبيسرق روحه كمان. وهتلاقي نفسك بتكره
المخدر كأنه منافس (من لحم ودم) ليك على قلب شريكك.
المشكلة الثانية:
"أصل الموضوع كله في إيدي.. دي هي كانت سيجارة واحدة.. أنا
لو عاوز أبطل، هابطل"
والنقطة التانية إنك لما تحب شخص مدمن، إنت بتحب "عبد" للخمر أو للمخدر، والوضع
مش بيختلف كتير لما يكون الشخص ده مدمن على القمار مثلا (كلها حاجات بتخرج عن سيطرة
الإنسان وبتقوده، بدل ما هو يقودها).
وفي العادة الناس اللي بتكون مدمنة لحاجة، بيكون صعب عليها الاعتراف بإنها
مدمنة.. بتلاقيهم بيقولوا حاجات زي دي:
"دي بس كانت سيجارة واحدة.."
"أصل الموضوع منتشر وكل
الناس بتعمل كده.."
"دي بس كانت مرة تفاريح عشان صحابي"، وهكذا..
وده ما يطلق عليه في علم النفس مرحلة الإنكار.. لإن الاعتراف بالإدمان في الغالب
بيعني الاعتراف بالعجز. والشعور اللي بيوصل للطرف التاني إن الأشخاص دي ما عندهاش
استعداد إنها تبطل، لإنها مش شايفة إن عندها مشكلة أساسا! فأي محاولة للإقناع بتبوء
بالفشل..
المشكلة الثالثة:
"ده بيكون تحت تأثير المخدر تماما.. ساعات كتير باحاول أتكلم
معاه، بالاقيه مش معايا، ومش حاسس بيَ.. بيكون خارج نطاق الخدمة!.. "
لما يكون الشخص اللي بتحبه مدمن على شيء معين، بيكون مش موجود معاك بكل مشاعره
وأحاسيسه، لإن الإدمان بيخدر مشاعر الإنسان (وده مش كلامي ده كلام العلماء)، وده
أصلا السبب الرئيسي اللي بيخلي الناس تشرب خمرة أو تتعاطى مخدر.. إنها مش عاوزة
تحس.. مش عاوزة تحس بالحاجات اللي بتؤلمها أو تضايقها عشان يكونوا في حالة أفضل..
والحالة الأفضل دي معناها للشخص المدمن إنه يكون مخدر.. مخدر قوي.. والاعتياد على
حالة "التتنيح" العاطفي دي، هتؤثر على العلاقة كتير، لإنها هتستمر معاه على
طول..