أهميـــة التعليــم المحـــاســـبـى

أهميـــة التعليــم المحـــاســـبـى

تاتي أهمية التعليم المحاسبي من أهمية المحاسبة وما يمكن ان تقدمه من فوائد للمجتمع الذي تعمل ضمن نطاقه.

فالمحاسبة هي مهنة منظمة تختص بتسجيل وتبويب وتلخيص الأحداث الاقتصادية بصورة يمكن أن تستفاد منها الجهات التي لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالوحدة الاقتصادية ، كما أن المحاسبة هي علم ضمن العلوم الاجتماعية يمتاز بمعرفة مصنّفة لها مادتها العلمية التي أمكن الوصول إليها عن طريق الدراسة والخبرة معاً عبر مراحل مختلفة من الزمن

وعليه فأن ممارسة العمل المحاسبي تحتاج إلى كوادر مهيأة وفق أسس علمية إضافة إلى ضرورة توافر القدرة الشخصية في الحكم على الكثير من الأمور التي تهتم بها المحاسبة وتقع ضمن العمل المحاسبي.

ولا يخفى علينا ان بدء الاهتمام بالمحاسبة وبضرورة توافر الأسس العلمية لتعليمها وممارستها قد نشأ وتطور بنشوء الحاجة إلى ممارسة الأعمال التجارية المختلفة ومن ثم ضرورة قياس نتائجها وتقديم البيانات والمعلومات التي يحتاجها الأشخاص القائمون بتلك الأعمال أو الجهات التي يهمها ذلك.

وبهدف التأصيل العلمي لأهمية التعليم المحاسبي يمكن أن نلقي نظرة سريعة إلى التاريخ الإسلامي ، حيث نلاحظ الاهتمام الواضح بضرورة تعليم المحاسبة التي يشار إليها باستخدام مصطلح (الحساب) حيث (إن كلمة لغوياً وقرآنياً تعني محاسبة) ، وهو ما نراه واضحاً من خلال قوله تعالى (لتعلموا عدد السنين والحساب) ، والتأكيد عليها في آية أخرى (ولتعلموا عدد السنين والحساب).

ويتعلق علم الحساب (المحاسبة) بكتابة الأموال كما يشير إلى ذلك القلقشندي في تعريف لعلم الحساب بأنه (كتابة الأموال من تحصيل وصرف في بنودها المختلفة، كما يشمل أيضاً ما يستلزمه ذلك من عمليات حسابية ورقابة على الخزائن العامة) وعلى هذا الأساس فان الرسول (صلى الله عليه وسلم) كان يهتم بالمحاسبة (علم الحساب) من خلال اهتمامه بكتابة الأموال واختيار الأشخاص المؤهلين لها حيث انه اختار كتـَاب للأموال (محاسبين) من بين (42) كاتباً لديه بمختلف الاختصاصات الأخرى.

إضافة لما تقدم فقد كان هناك تشجيعا على تعلم المحاسبة وأهميتها ويمكن ملاحظة ذلك من خلال قول الإمام الشافعي (من تعلم الحساب جزل رأيه). ولعل هذا الاهتمام بالمحاسبة قد أتى ثماره من خلال الوصول إلى الدقة المتناهية في العمل المحاسبي خلال الدولة الإسلامية.

وفي الوقت الحاضر نرى أنه لا يمكن أن تخلو أي وحدة اقتصادية –مهما كان حجمها- من ضرورة وجود شخص يقوم بالعمل المحاسبي من قياس وتوصيل (إعداد تقارير وقوائم) ورقابة وبما يعني ان هناك حاجة دائمة ومستمرة لإعداد أشخاص يقومون بالعمل المحاسبي وان هذه الحاجة قابلة للزيادة والتطور بزيادة عدد الوحدات الاقتصادية وتطورها باتساع وتنوع نشاطاتها وكبر أحجامها.

وعليه فان الاهتمام بالتعليم المحاسبي يبقى ضرورة متواصلة ، وان هذا الاهتمام يمكن إن يتحقق من خلال ضرورة توافر الأسس العلمية الصحيحة التي يمكن من خلالها تحقيق الهدف من التعليم المحاسبي ولذلك يمكن النظر إلى التعليم المحاسبي كنظام متكامل يتكون من مجموعة من العناصر المترابطة لتحقيق أهدافه، وهي تشمل كلاً من:ـ

1. المدخلات : المتمثلة بالأشخاص الذين يمكن تهيئتهم لممارسة العمل المحاسبي (بمختلف أشكاله وأنواعه).

2. العمليات التشغيلية : المتمثلة بوسائل التعليم التي يمكن استخدامها في التزويد بالمهارات المحاسبية.

3. المخرجات : المتمثلة بالأشخاص المؤهلين والقادرين على ممارسة العمل المحاسبي (الأكاديمي أو المهني) بما يحقق الهدف من نظام التعليم المحاسبي بصورة عامة.

4. التغذية العكسية (الرقابة) : من خلال رقابة العناصر السابقة وتقييمها وتطويرها ومحاولة تصحيح أي انحرافات تحدث في أي منها.

شكرا على الموضوع الجميل عبدالله